عادت النظارات الشمسية ذات الحجم الكبير إلى الواجهة من جديد كإكسسوار وبنفس الوقت من ناحية طبية للحماية من أشعة الشمس .. كآخر صيحة في عالم الموضة.
وتعتبر النظارات الشمسية المصنوعة من العظم الأسود أو البني الأكثر رواجاً عند المرأة العربية وقد مهرت موديلاتها الحديثة بتوقيعها دور أزياء معروفة مثل كريستيان ديور وشانيل وغيرها.
وتأتي النظارات الشمسية الرقيقة أيضا لتجذب شريحة من الفتيات العربيات نظراً إلى شكلها الجديد الخارج عن المألوف وتتلون زجاجاتها بألوان تنسجم مع فصل الصيف وتندرج ما بين الأزرق والأخضر والأصفر والزهري الذي يعتبر هذا العام في مقدمة الألوان الرائجة.
هذا بالنسبة للمرأة العربية أما المرأة الفرنسية والجديد من البدع .. حيث أبتكرت مصممة أزياء فرنسية مازالت في أول الطريق بدعة جديدة.. قدمت نوعا جديدا من النظارات الشمسية بعيدا كل البعد عن الشكل والخامة والمضمون المعترف بها عالميا في صناعة النظارات.
النظارة الجديدة التي بطبيعة الحال لا تحمي العيون من أشعة الشمس وهي عبارة عن إطار من الجلد الطبيعي حل مكان ’الشنبر’ التقليدي للنظارة.. هذا الإطار يعقد خلف الرأس بشريط.. أما عدسات هذه النظارة الجديدة فهي من قماش الموسلين الطبيعي والذي حل مكان العدسات المصنوعة من البلاستيك أو الزجاج!!
الطريف أن هذه البدعة أو الأتجاه الجديد في صناعة النظارات أثارت إعجاب المرأة الفرنسية وبدأت تفكر في الإقبال عليها كنوع من التجديد والهروب من الأسعار الفلكية التي تباع بها نظارات الشمس التي تحمل أسماء لامعة لكبار مصممي النظارات في أوروبا وأميركا.
وبين الصحة والموضة.. فقد أكد الأطباء انه لا يكفي أن يعجبك شكل النظارة الشمسية فهناك الأهم من الشكل .. يقول أخصائيو طب وجراحة العيون" إن النظارة الملونة نوعان إما أن تكون نظارة شمس طبية أو غير طبية.
وأشهر العدسات الملونة التي تستخدم في النظارات هي الفوتوجراي وهي من درجات اللون الرمادي والفوتوبراون وهي من درجات اللون العسلي. وهناك نوع ثالث من العدسات ذات اللون المتدرج من الداكن إلى الفاتح وهي مفضلة عن غيرها لدى البعض كوقاية من أشعة الشمس وأحيانا ما يستخدمها البعض أيضا في زجاج السيارة.
أما الأنواع الحديثة من عدسات النظارات فهي تتميز، جميعها بالألوان الفاتحة مثل الأصفر البرتقالي الأزرق البنفسجي وكل واحدة منها لها وظيفتها حسب احتياج الشخص إليها..
فالعدسات الصفراء تستخدم في المقام الأول عند قيادة السيارات أثناء النهار لأنها تجمع أشعة الشمس في حين أن العدسات ذات اللون الأزرق تتناسب مع استخدام جهاز الكمبيوتر، والبرتقالي تصلح لأشعة الشمس لمن لديهم حساسية من الضوء ولا يستطيعون النظر إلى أشعة الشمس.
وعموما النظارات الطبية ذات العدسات الملونة مهمة جدا لمن يعرف أستخداماتها حسب متطلباته.. ويحذر أساتذة طب وجراحة العيون من أرتداء النظارات الملونة الرخيصة لأن نظارات الشمس مهمتها هي حجب الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي إذا نفذت إلى داخل العين تسبب العديد من الأمراض بداية من الحساسية ومرورا بحدوث ظفرة مياه بيضاء وحروق بشبكة العين.
فالعدسات الملونة زهيدة الثمن يكون دورها فقط إظلاما للضوء وليس حجب الأشعة الضارة وتلك الأشعة التي تسبب أتساع حدقة العين نتيجة لقلة درجة الضوء ولا تمنع نفاذ الأشعة الضارة مما يؤدي إلى نفاذ المزيد منها إلى العين، ولذلك تعتبر هذه النوعية من النظارات دمارا للعيون مما يستدعي توخي الحذر في أستخدامها حتى في الأماكن المغلقة.
وقال علماء بريطانيون إن موضة النظارات الشمسية الملونة يمكن أن تؤدي إلى مخاطر غير منظورة. وأكد الباحثون أن النظارات بعدسات وردية وزرقاء وخضراء وألوان أخرى، يمكن أن تشوه الرؤية وتحجب بعض الألوان مثل اللون الأحمر لإشارات المرور.
وتقدر سوق النظارات الشمسية في المملكة المتحدة بحوالي مائة وثمانين مليون جنيه إسترليني وهي آخذة بالأزدياد لأنها إضافة إلى كونها موضة، فهي تعتبر عملية.
لكن الباحثين في شركة بوتس البريطانية المتخصصة ببيع مواد زينة وتنظيف وإكسسوارات، حذروا من مخاطر النظارات الملونة على سلامة الأشخاص الذي يستخدمونها بالأخص مع موجة حرارة الجو الأخيرة في بريطانيا.
ووجد العلماء أن اللون الأحمر لإشارات المرور يختفي تماما إذا كان السائق يستعمل نظارات شمسية زرقاء. وأبدى العلماء مخاوف من أحتمال أن يبطئ ذلك من سرعة رد فعل سائق السيارة أو القطار، حتى لو كان السائقون منتبهين لتغير إشارة المرور.
وينصح العلماء بأن تحمل مثل هذه النظارات إشارة سي إي التي تضمن حماية من أشعة الشمس فوق البنفسجية، ويحث العلماء الأشخاص الذين يستخدمون النظارات الملونة على تذكر المشاكل المحتملة التي تشكلها العدسات الملونة على الرؤية.
هذا لا ينطبق فقط على النظارات بل إن العدسات الملونة أيضا تحمل نفس المخاطر حيث ثبت علمياً أن العدسات الملونة التجميلية التي تلاقي إقبالا ورواجا كبيرا بين النساء والفتيات الشابات والمراهقات تزيد مخاطر إصابة العيون بالخدوش والتقرحات والإنتانات الجرثومية. وقد حذر باحثون مختصون من كثرة استخدامها.
وقال الباحثون، إن مثل هذه العدسات أصبحت موضة شائعة بين الفتيات حتى عند عدم الحاجة إليها ويرغبن في أستخدامها لغايات تجميلية على الأقل ليتناسب لون العيون مثلا مع الملابس، مشيرين إلى أن هذه الصرعة تجاوزت الحدود الطبيعية عند أبتكار عدسات مقلمة ومخططة وبألوان فوسفورية وحمراء.
وحذر الأطباء من أن هذه العدسات اللاصقة تحمل مخاطر صحية كبيرة وخاصة على العيون، لذلك يجب أستشارة الطبيب قبل استخدامها، حتى وإن لم تكن لغايات تصحيح البصر، ولكن الكثير من المراهقين يشترون العدسات الملونة دون وصفة طبية ومن أماكن غير مرخصة.
وقال الأخصائيون في عيادات العيون التابعة لمركز كليفلاند مترو الصحي في أوهايو، إن أطفال المدارس يبيعون مثل هذه العدسات بعد طلائها بصبغات نباتية أو غذائية، كما أنهم يشتركون مع رفاقهم في استخدامها، وهذا أمر في غاية الخطورة.